الثقافة العامة
تعتبر الثقافة العامة واحدة من المعايير التي تحدد شخصية الإنسان، والتي تحدد مدى ملاءمته دوناً عن غيره للقيام بأعمال معينة؛ ذلك أن تنوع الثقافة لدى الإنسان وعدم انحصارها في مجال التخصص من الأمور التي تعطي انطباعاً حسناً عن الشخص، فالآخرون ممن يتعاملون مع هذا الشخص سيعلمون تماماً أن له فضولاً معرفياً كبيراً، وأنه يمكن الاعتماد عليه؛ كونه يسعى على الدوام إلى زيادة حصيلته المعرفية، وتعلم كل ما هو جديد ومفيد.
تتنوع موضوعات الثقافة العامة بشكل كبير، وهذا ما جعل هذا المصطلح من المصطلحات الفضفاضة التي قد تحمل في ثناياها كل شيء، واليوم وبفضل التقدم التقني الهائل، فقد صار الحصول على الثقافة العامة والمعلومات العامة موضوعاً سهلاً، بحيث يمكن لأي شخص، ومهما كان وقته ضيقاً أن يحصل على المعلومات التي يريدها بضغطة زر فقط، فقد فتحت أبواب المعرفة، وصارت متاحة للجميع، وفيما يلي بعض أبرز وأهم موضوعات الثقافة العامة التي تعتبر من الأمور الواجب معرفتها بالنسبة للعرب بشكل خاص، ولسائر الأعراق بشكل عام.
فوائد الثّقافة العامّة
- تكسب الأفراد الإحساس بالوحدة فيما بينهم، وتهيِّئ لهم طرق العيش والعمل المناسبين بدون أي صعوبات.
- تمدّ الأفراد بالأنماط السّلوكيّة الخاصة بإشباع حاجاتهم البيولوجيّة من: أكل، وشرب، ولباس؛ لضمان البقاء.
- تمدّ أفراد المجتمع بمجموعة من القوانين والأنظمة، التي تساعدهم على التّكيّف مع أمور الحياة.
- تجعل الفرد يُقدّر ثقافته خاصّة في حال قارن ثقافته مع ثقافة أخرى.
خصائص الثّقافة العامّة
- تتعلق بالإنسان فقط، أي أنّها إنسانيّة ومن صنعه.
- تُشبع حاجات الإنسان.
- يكتسبها بوسائل مقصودة أو غيرها، بالتعلم والتفاعل مع الأفراد والبيئة المحيطة.
- تقبّل الانتشار والانتقال بواسطة التعليم واللغة ووسائل الاتصال الحديث، بالإضافة إلى أنّها تنتقل بين الأجيال والأفراد.
- تتطوّر باتجاه الأفضل والأحسن غالباً.
- تتغيّر وتنمو بشكل مستمرّ.
- تحدّد سلوك الفرد وأسلوبه، ولذلك يُمكن التّنبّؤ بما سيتصرّف به الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة معيّنة.
مواضيع الثقافة العامة
المواضيع والمصطلحات السياسية
نظراً للأوضاع السياسية السيئة التي يمر بها الوطن العربي، والتي لا تزال إلى يومنا هذا تزداد سوءاً منذ مئة عام تقريباً، فإن الإلمام بالمصطلحات، والموضوعات السياسية التي تشغل الرأي العام الدولي يعتبر أولوية قصوى لكل من يعيش على هذه الأرض، ولكل من تهمه مصلحتها، فالعربي دوناً عن الآخرين يجب عليه أن يعرف كل صغيرة وكبيرة تجري على أرضه، حتى يزداد وعيه، وتتحسن الأوضاع في المستقبل القريب –بإذن الله-.
المواضيع الجغرافية
للجغرافيا ارتباط وثيق بالألاعيب السياسية التي تجري على أرض الواقع، ومن هنا فقد برزت الحاجة وتداعت إلى معرفة الحدود الدنيا من المعلومات الجغرافية، حتى يكون الإنسان قادراً على أقل تقدير على معرفة أرضه المحتلة لا أكثر.
المواضيع الدينية
يعتبر الدين من أهم المواضيع التي يجب الإلمام بتفاصيلها حتى يسعد الإنسان في الدنيا، والآخرة معاً، ومن هنا فإن التعرف على الدين من مصادره الصحيحة التي تفهمه على حقيقته، وتفهم المقصد الأعظم من ورائه وهو توفير السعادة للإنسان، وليس القضاء عليه، أو احتقاره، يعتبر من الأمور التي يجب على كل من تهمه مصلحته الخاصة، والمصلحة العامة الإلمام بها، والتعرف عليها.
المواضيع الصحية
يعتبر الإلمام بالمواضيع الصحية الأساسية من الضروريات حتى ينعم الإنسان بحياة جميلة وهانئة، ومن هنا فإن الثقافة الصحية بكل تفريعاتها يجب أن تولى عناية خاصة من قبل من يتولون أمر تعليم وتثقيف الأجيال الناشئة.
مواضيع الزواج
يعتبر جهل الأزواج بالكيفية التي ينبغي للحياة الزوجية أن تسير عليها واحداً من أهم أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، لذا فإنه من الضروري الخضوع لدورات مكثفة قبل الزواج، وتحصيل مختلف أنواع المعلومات اللازمة قبل الدخول في هذه المرحلة المصيرية من حياة الإنسان.
الحقوق والواجبات
إن معرفة كل إنسان لما له، ولما عليه يساعد وبشكل كبير على تجنب العديد من المشكلات التي قد تصادف الإنسان في حياته اليومية، وهذا النوع من الثقافة يجب بثه في الإنسان من مراحله العمرية الأولى، حتى تنشأ المجتمعات على الاحترام، والالتزام، والانضباط.
المواضيع التاريخية
ليس مطلوباً من الإنسان أن يكون مؤرخاً، بل المطلوب منه معرفة الأساسيات عن تاريخه، وتاريخ أجداده، وتاريخ الأرض التي يعيش عليها، فسلخ الأمم عن تاريخها يعتبر من الغايات التي يطمح إليها المستعمرون في كل زمان ومكان.
المواضيع الفنية
تقف الفنون على الدوام كسدٍّ منيع أمام محاولات التطرف والانحراف، لذا فإن الثقافة الفنية تزيد من قدرة الإنسان على الاستمتاع بالجمال، وبالتالي تهذيب شخصيته، وتحويله إلى شخص رحيم، ذي قلب كبير.
