حكاية منبع النشاط
في صَبَاحٍ مُشْمِسٍ ، جَلَسَ سامي أمام حاسوبه كَالْعادَةِ يَسْتَمْتِعُ بِالْأَلْعابِ الْإِلَكْتُرُونِيَّةِ. دَخَلَتْ والِدَتْهُ غُرْفَتَهُ وَبَدا عَلَيْهَا الْقَلَقُ، وَهِيَ تَقُولُ:
“سامي، أَنْتَ تَجْلِسُ كَثيراً أَمامَ الشَّاشَةِ. مَا رَأَيْكَ أَنْ نَذْهَبَ إِلى النَّادي الرياضي؟”
رَدَّ سامي : “لا أُريدُ يا أُمّي، الْأَلْعَابُ أَكْثَرُ مُتْعَةً!” وَفِي مَساءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ زارَهُ ابْنُ عَمِّهِ عُمَرُ، فَلاحَظَ سَامِي أَنَّ عُمَرَ يَتَمَتَّعُ بِالْحَيَوِيَّةِ وَالنَّشَاطِ فَسَأَلَهُ بِفُضولٍ: كَيْفَ تَمْتَلِكُ كُلَّ هَذِهِ الطَّاقَةَ يَا عُمَرُ ؟ “
ابْتَسَمَ عُمَرُ وَأَجَابَ: “إِنَّهَا الرِّيَاضَةُ يا صديقي! مُنْذُ بَدَأْتُ مُمَارَسَةَ كُرَةِ الْقَدَمِ، أَصْبَحْتُ أَقْوى وَأَنْشَطَ، وَحَتَّى دَرَجَاتِي في الْمَدْرَسَةِ تَحَسَّنَتْ لِأَنَّ تَرْكِيزِي أَصْبَحَ أَفْضَلَ.”
في الْيَوْمِ التّالي، سَأَلَ سامي والِدَتَهُ: “هَلْ يُمْكِنُنا التسجيل في النّادي الرِّياضِيَ الْيَوْمَ؟ ” فَرِحَتِ الْأُمُّ وَقَالَتْ: بِالطَّبْعِ بِالطَّبْعِ سَتَرى كَيْفَ سَتَتَغَيَّرُ حَياتُكَ لِلْأَفْضَلِ.”
وَبَعْدَ شَهْرٍ، أَصْبَحَ سامي طِفْلاً مُخْتَلِفاً تماماً.
صارَ يَسْتَيْقِظُ نَشيطاً، وَيَلْعَبُ مَعَ أَصْدِقائِهِ فِي الْمَلْعَبِ، وَيَتَفَوَّقُ فِي دِرَاسَتِهِ. فَأَصْبَحَ محبوباً لدى الْجَميع.
نَظَرَ سامي إِلى وَالِدَتِهِ وَقَالَ مُبْتَسِماً: “شكراً يا أُمّي، الرِّياضةُ غَيَّرَتْ حَياتِي لِلْأَفْضَلِ.”