أسماء زوجات الرسول
لقد تزوَّج رسول الله أكثر من امرأة واحدة، حيث تزوج من خديجة بنت خويلد، ومن عائشة بنت أبي بكر الصديق، ومن حفصة بنت عمر، ومن زينب بنت خزيمة ومن أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية ومن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ومن جويرية بنت الحارث ومن ميمونة بنت الحارث الهلالية ومن صفية بنت حيي بن أخطب ومن زينب بنت جحش، ويرى العلماء أنَّ السيدة مارية القبطية كان سرية عند رسول الله، فقد كانت من ملك اليمين ولم يتزوجها الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، بل كانت هدية المقوقس عظيم مصر لرسول الله بعد صلح الحديبية، وهذا المقال سيتحدث عن مارية القبطية من جوانب عدة.
مارية القبطية
هي ماريَّة بنت شمعون القبطية، هدية المقوقس التي أهداها لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة السابعة للهجرة، كان والد مارية ملك من ملوك القبط، وقد ولدتْ في مصر في قرية اسمها حفن، وكانت أمة من إماء النبي الأربع، قال أبو عبيدة: “كان له أربع: مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش”، وقد جاءت مارية القبطية إلى المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية مباشرة، حيث أرسل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- رُسلًا إلى ملوك الدول المحيطة بالجزيرة العربية.
ولمَّا بعث رسوله حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- إلى المقوقس في مصر، كتب المقوقس إلى رسول الله قائلًا: “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمتُ ما ذكرتَ فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيًا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمتُ رسولك، وبعثتُ إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك”، وكانت مارية إحدى جاريتي المقوقس، وقد عاشت مارية بنت شمعون خمس سنوات في الخلافة الراشدية، أي أنَّها توفِّيتْ بعد رسول الله بخمس سنوات في السنة السادسة عشرة للهجرة، وصلَّى عليها جمع غفير من المسلمين، ودُفنتْ إلى جانب ابنها إبراهيم، والله تعالى أعلم.
ولادة مارية القبطية لإبراهيم
بعد قدوم مارية القبطية إلى المدينة المنورة بعام واحد، حملت مارية بإبراهيم ابن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ففرح رسول الله بحمل مارية فرحًا شديدًا بعد أن فقد كلَّ أولاده باستثناء فاطمة الزهراء وكان قد وصل الستين من عمره، وقد ولدتْ مارية بإبراهيم بن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانت ولادتها في ذي الحجة في السنة الثامنة للهجرة، وبعد عام وبضعة شهور مرض إبراهيم مرضًا شديدًا وتوفِّي قبل أن يكمل العامين من العمر، وكانت وفاته في السنة العاشرة للهجرة، والله تعالى أعلم.