السكر في الدم
تحتاج خلايا جسم الإنسان إلى الطاقة حتى تتمكّن من أداء وظائفها الحيوية، ويُعدّ السكر المصدر الأساسي للطاقة، كما قد تستمدها بعض أنسجة الجسم من هضم البروتينات أو الدهون. والسكر مصطلح عام يُستخدم للتعبير عن الكربوهيدرات الحلوة التي تذوب في الماء، وتتكون الكربوهيدرات من الكربون والأكسجين والهيدروجين. وهناك عدة أنواع من السكر، ويُعدّ الجلوكوز النوع الرئيس. الذي تستخدمه خلايا جسم الإنسان لصنع الطاقة، كما توجد أنواع أخرى، ولكن يتم تحويلها جميعها إلى الجلوكوز، مثل الفركتوز (بالانجليزية: Fructose) الموجود في الفواكه، واللاكتوز (بالانجليزية: Lactose) المستخلص من الحليب.
معدل السكر الطبيعي في الدم
يقصد بمعدل السكر معدل الجلوكوز في الدم، وفي الحقيقة يُوصي الأطباء بالحفاظ على مستوياته ضمن المعدلات الطبيعية، إذ إنّ ارتفاعها قد يشير إلى الإصابة بمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، ووفقاً للمعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية (بالإنجليزية: The National Institute for Health and Care Excellence) فإن معدل الجلوكوز في الدم يجب أن يبقى ما بين 72 و99 ملغم/ ديسيلتر عند الصوم، أي ما يعادل 4-5.4 مليمول/ لتر، وبشرط ألا يزيد معدل السكر في الدم عن 140 ملغم/ ديسيلتر، أي ما يساوي 7.8 مليمول/ لتر بعد تناول الطعام بساعتين. ويجدر بيان أنّه يتم الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم ضمن المعدلات الطبيعية من خلال تنظيم هرموني الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) والجلوكاغون (بالإنجليزية: Glucagon)، اللذين يُفرزان من قبل جزر لانجرهانز (بالإنجليزية: Islets of Langerhans) في البنكرياس، إذ يتم إفراز الإنسولين من قبل خلايا بيتا (بالإنجليزية: Beta cells) وذلك استجابة لارتفاع مستوى السكر في الدم، أمّا الجلوكاغون فيُفرز من قبل خلايا ألفا (بالإنجليزية: Alpha cells) عند انخفاض مستوى السكر في الدم.
أيض السكر
يقصد بأيض السكر (بالإنجليزية: Glucose metabolism) العمليات الحيوية المتعلقة بتكوين وتحطيم السكر واستخلاص الطاقة منه؛ ففي جسم الإنسان يتمّ تخزين الجلوكوز على شكل غلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) في أعضاء مختلفة في الجسم أبرزها الكبد، وعند انخفاض مستوى السكر في الدم يتم تحويل الغلايكوجين إلى جلوكوز عبر عملية كيميائية تُسمّى استحداث الجلوكوز (بالإنجليزية: Gluconeogenesis). أمّا ارتفاع مستوى السكر في الدم فيُحفّز خلايا بيتا على إفراز ما يُعرف بطليعة الإنسولين (بالإنجليزية: Proinsulin)، وهو الشكل غير النشط من الإنسولين، والذي يتمّ تحويله إلى الإنسولين، ليؤدي وظيفته بإدخال الجلوكوز إلى مختلف خلايا الجسم.
مرض السكري
لا يُعدّ كل ارتفاع في مستويات السكر في الدم كفيلاً بتشخيص الإصابة بمرض السكري، فهناك حالة تُعرف بمرحلة ما قبل السكري (بالإنجليزية: Prediabetes)، وتتمثل بارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل يفوق الحدّ الطبيعيّ ولكن لا يكفي لتشخيص الإصابة بالمرض، إذ تتراوح قراءات مستوى السكر الصومي -أي بعد الامتناع عن تناول الطعام ثماني ساعات- ما بين 100-125 مغ/دل، وبشرط ألا تتجاوز قراءات السكر في الدم بعد اختبار تحمّل الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose tolerance test) ما بين 140-199 مغ/دل، ويجدر بيان أنّ مرحلة ما قبل السكري تزيد فرصة الإصابة بمرض السكري في المستقبل. وأمّا بالنسبة لمرض السكري فغالباً ما يُرافقه ظهور أعراض تتمثل بالشعور بالعطش باستمرار، وكثرة التبول، وازدياد الشعور بالجوع، إضافة إلى الدوخة، والشعور بالغثيان، وعدم وضوح الرؤية، وقلة قدرة المريض على تحمل التمارين الرياضية. وينصح الأطباء مرضى السكري بالمحافظة على معدل السكر في الدم ما بين 80 و130 مغ/دل بعد الصوم، وأقلّ من 180 مغ/دل بعد تناول الطعام بساعتين، إضافة إلى خضوعهم وبشكل دوري لاختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (بالإنجليزية: Hemoglobin A1c)، إذ يجب أن تقل نسبته عند مرضى السكري عن 7%.
أنواع مرض السكري
هناك نوعان رئيسان من مرض السكري تم تقسيمهما وفقاً للعديد من الخصائص، مثل آلية حدوث كل منهما، ومضاعفاته، وطرق علاجه، وغيرها، ويمكن بيان هذه الأنواع فيما يأتي:
- النوع الأول من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 1 diabetes): وهو يمثل ما بين 5-10% من حالات مرض السكري، ويحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة في جسم الإنسان لخلايا بيتا في البنكرياس، إذ يتمّ تدمير أكثر من 90% منها بشكل دائم، ويمتاز هذا النوع بأنه يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً في معظم الحالات، ولذلك كان يسمى سابقاً بسكري اليافعين (بالإنجليزية: juvenile-onset diabetes)، ولكن هناك العديد من الحالات التي يُصيب فيها هذا النوع من مرض السكري الأشخاص على عمر أكبر.
- النوع الثاني من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 2 diabetes): وهو النوع الأكثر شيوعاً من مرض السكري، كما أنّ فرص الإصابة به تزداد مع التقدم بالعمر، إذ يعاني منه ما يُقارب 26% من الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، ويستمر البنكرياس في هذا النوع بإفراز الإنسولين، ولكن خلايا الجسم لا تستجيب له، ومع مرور الوقت قد يقل إفراز الإنسولين، وهناك عدة طرق لعلاج النوع الثاني من مرض السكري أبرزها إجراء تغيير على نمط الحياة، وذلك باتباع الحمية الغذائية السليمة، وممارسة التمارين الرياضية بهدف المحافظة على وزن الجسم المثالي، كما يتضمن العلاج تناول الأدوية الخافضة للسكر، والتي تؤخذ على شكل حبوب عن طريق الفم، إضافة إلى حقن الإنسولين في بعض الحالات.