وجع الرأس
يُعتبر وجع الرأس، أو الصداع (بالإنجليزية: Headache) من الحالات الصحيّة الشائعة التي تُسبّب الشعور بالألم أو عدم الراحة في الرأس، أو الرقبة، أو فروة الرأس، وتتراوح شدّة آلام الرأس بين متوسطة وشديدة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى تسببها بإعاقة قدرة الشخص على القيام ببعض الأنشطة اليوميّة، ولا تُعتبر الإصابة بوجع الرأس دلالة على وجود أمر خطير في معظم الحالات.
أسباب وجع الرأس
يمكن أنْ تتراوح مدّة الإصابة بالصُّداع ما بين 30 دقيقة إلى ساعات عدّة، ويُعزى حدوث وجع الرأس إلى العديد من العوامل، نذكر منها ما يلي:
- الجفاف: يؤدي فقدان الكهارل (بالإنجليزية: Electrolytes) والماء من جسم الإنسان إلى تضيُّق الأوعية الدّموية وتنشيط أعصاب الرأس الحسّاسة للألم وبالتالي الشعور بالصداع، ولِتفادي حدوث ذلك يُنصح بشرب كميات معتدلة من الماء خاصة أثناء وبعد ممارسة التّمارين الرياضيّة وذلك بمعدل 9 أكوابٍ من السوائل المتنوّعة يومياً للنساء و13 كوباً يومياً للرجال.
- الاسترخاء بعد التّوتر: يُعزى حدوث الصداع في هذه الحالة إلى انخفاض مستويات الهرمونات المسؤولة عن التّوتر بعد ارتفاعها خلال مرحلة التوتر، مما يتسبّب بإطلاق كميّات من النّواقل العصبيّة بشكل سريع ينتج عنه إرسال عدد من الإشارات العصبيّة إلى الأوعية الدمويّة تؤدي إلى انقباض الأوعية ثمّ انبساطها ممّا يؤدي إلى الإصابة بالصداع.
- الغضب المكبوت: إذ إنّ شعور الإنسان بالغضب يُسبّب انقباض العضلات في مؤخرة الرقبة وفروة الرأس، ممّا يؤدي إلى الإحساس بالضيق حول الرأس، وللسيطرة على هذه الحالة يُنصح بأخذ نفس عميق ببطء عند الشُّعور بالغضب بحيث يكون الشّهيق عن طريق الأنف والزّفير عن طريق الفم، ممّا يمنح الاسترخاء لعضلات الرأس والرقبة.
- انسحاب الكافيين: إنّ التوقّف المُفاجئ عن تناول القهوة أو الاستعاضة عنها بالمشروبات الخالية من الكافيين يُسبّب الصداع المرتبط بانسحاب الكافيين، ويُعزى ذلك لامتلاك الكافيين تأثيرات فسيولوجية في النّظام الوعائيّ للإنسان من حيث التأثير في انقباض الأوعيّة الدّمويّة وانبساطها، ولتفادي حدوث الأعراض الانسحابية والصُّداع في هذه الحالة يُنصح بالتّوقف عن شرب الكافيين بشكل تدريجيّ.
- الجلوس أو الوقوف بوضعيّة خاطئة: إنّ الوضعيّات الخاطئة من شأنها أن تُسبب الشعور بالضّغط في الجُزء العُلوي من الظهر، والكتفين، والرقبة، وهذا بحد ذاته يُسبّب الصداع الذي يبدأ من قاعدة الجمجمة، لينتقل في بعض الحالات إلى أجزاء أخرى من الرأس، ولتفادي حدوث ذلك يُنصح بتجنُّب الجلوس أو الوقوف في نفس الوضعيّة لفترة طويلة من الزمن.
- المواد الكيميائيّة: تحتوي العُطور، والمنظّفات، والصّابون، والشامبوهات على العديد من المواد الكيمائيّة التي تُسبّب الشعور بالصداع، ولتفادي حُدوث الصُّداع في هذه الحالة يُنصح بتهوية المنزل عند التنظيف، ومحاولة استخدام المنظفات الخالية من المواد العطريّة.
- سوء الأحوال الجويّة: إنّ التعرّض للعوامل والأحوال الجويّة المختلفة قد يُسبّب وجع الرأس بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة، أو الرطوبة المرتفعة، أو العواصف، أو التغيُّرات في الضّغط، إذ إنّ تلك العوامل من شأنها أن تُحدث تغييرات في كيميائيّة وكهربيّة الدّماغ ممّا يُسبّب الصداع، ولتفادي حدوث ذلك يُنصح بمتابعة توقعات الطقس وأخذ مسكن وقائيّ للألم قبل التّعرض لتلك الظروف المُناخية بمدّة تتراوح بين يوم إلى يومين.
- التّعرض للأضواء الساطعة: يُعزى حدوث وجع الرأس وبخاصة الصُّداع النّصفيّ بعد التعرّض للأضواء السّاطعة إلى ارتفاع مستويات بعض المواد الكيميائيّة في الدماغ، ولتفادي ذلك يُنصح بارتداء النظّارات الشمسيّة مع الحرص على ضبط درجة سطوع التلفاز وجهاز الحاسوب بدرجة مناسبة.
- تجميد الدماغ: (بالإنجليزية: Brain freeze) يُطلق عليه أيضاً مصطلح صُداع المُثلّجات (بالإنجليزية: Ice cream headache)، إذ يشعر العديد من الأشخاص بألم في الرأس لا يستمرّ في معظم الحالات لأكثر من دقيقة واحدة بعد تناول الأطعمة الباردة؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ الأطعمة الباردة تؤثر في الأوعية الدمويّة وتُحفّز الأعصاب الحسّاسة لدرجة الحرارة، ولتقليل حدوث ذلك يُنصح بتناول الأطعمة والمشروبات الباردة ببطء.
- ممارسة العلاقة الجنسيّة: يشعر العديد من الرجال والنّساء بالصُّداع أثناء ممارسة العلاقة الجنسيّة، ويُعزى ذلك إلى الضغط الحاصل على عضلات الرأس والرقبة، وقد يستمر الصُّداع في هذه الحالة من بضع دقائق إلى ساعة، ولتجنّب حدوث ذلك يُنصح بأخذ مسكن للألم قبل بضع ساعات من ممارسة العلاقة الجنسيّة.
- صرير الأسنان: (بالإنجليزية: Bruxism) تؤدي هذه الحالة إلى انقباض عضلات الفك مسبّبةً الشعور بالصداع الخفيف، ويُمكن تفادي ذلك عن طريق مراجعة طبيب الأسنان الذي يقوم بتصميم أداة مُناسبة لحماية الأسنان أثناء النوم.
- الأطعمة والمشروبات: يُعاني بعض الأشخاص من الصداع عند تناول أنواع معيّنة من الأطعمة مثل الأطعمة المالحة، أو المُعلّبة، أو المُخلّلة، أو المُدخّنة والتي تحتوي على مواد حافظة اصطناعيّة كالنّترات والنّتريت والتي تُسبّب توسّع الأوعية الدّمويّة وبالتالي حدوث الصُّداع، كما وتحتوي أنواع من المشروبات الكحوليّة والجُبن على مادة التيرامين (بالإنجليزية: Tyramine) التي تُسبّب توسّع الأوعية الدّمويّة أيضاً، وللسيطرة على الصُّداع في هذه الحالة يُنصح بالحد من تناول تلك الأطعمة والمشروبات.
- وجود مشاكل صحيّة: مثل ارتفاع ضغط الدّم، أو تصلّب الرّقبة، أو الإصابة بالحُمّى، أو الطّفح الجلديّ والتي قد تدّل على الإصابة بالتهاب السّحايا (بالإنجليزية: Meningitis) أو الإصابة بأحد أنواع العدوى الأخرى.
مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب عند الإصابة ببعض حالات وجع الرأس التي قد تدلّ على وجود مشكلة صحيّة لدى الشخص، ومن هذه الحالات ما يلي:
- حدوث الصُّداع بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، إذ إنّ ذلك قد يدلّ على وجود نزيف في الدّماغ.
- حدوث أعراض عصبيّة مصاحبة للصّداع؛ ومن أبرز تلك الأعراض:
- تغيُّرات في الشّخصيّة.
- زغللة العينين.
- الارتباك.
- الشعور بالضّعف في جانب واحد من الجسم.
- الشعور بألم حاد في الوجه.
- التّنميل.
- الإصابة بالصّداع التدريجيّ عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً.
- تفاقّم حالة الشّخص، كارتفاع عدد مرات الإصابة بالصّداع، أو ارتفاع شدّة الصّداع بشكل كبير.
- وجود أعراض جهازيّة إلى جانب الصداع؛ ومن تلك الأعراض فقدان الشهيّة، أو الإصابة بالحُمّى، أو فقدان الوزن، أو في حال الإصابة بأمراض معينة؛ مثل السرطان، أو فيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus).
- وجع الرأس الذي يشعر به الشخص بعد تعرّضه لصدمة الرأس.