قضايا مجتمعية

تعريف الرشوة وأسبابها

تعريف الرشوة

الرشوة هي آفة قديمة حديثة يكاد لا يخلو أيّ مجتمع منها، وهي نوع من أنواع الفساد، وهي قيام شخصٌ بدفع مبلغٍ من المال لموظفٍ ما من أجل الحصول على حقّ ليس له، أو بهدف التهرّب من واجب عليه القيام به، فهي طريقة غير مشروعة لكسب المال باستغلال المنصب أو المركز أو المكانة الاجتماعيّة، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أسباب الرشوة وآثارها على المجتمع.

أسباب الرشوة

  • ضعف الوازع الديني وانعدام الأخلاق.
  • قلة التوكل على الله، وكذلك انعدام الثقة في رزقه سبحانه وتعالى.
  • انخفاض المستوى المعيشي لدى بعض الأشخاص وخصوصاً الموظفين الذي يعملون في المؤسسات الحكوميّة.
  • الطمع والجشع وحبّ الثراء السريع.
  • ضعف السلطة السياسيّة.
  • انعدام الشفافية والمسائلة في العديد من المؤسسات، وكذلك منع حرية التعبير عن الرأي التي بدورها تقوم بفضح المرتشي والراشي على حدٍ سواء.
  • الضعف الإداري، ويتمثل ذلك في ضعف الشخص الذي يشغل منصب المدير في أي مؤسسة، ففي حال فسدت الإدارة يفسد ما حولها.
  • ضعف الوعي لدى أفراد المجتمع وسكوتهم عن هذا الأمر بدل محاربته، بالإضافة إلى تدني المستوى التعليمي لأفراد المجتمع.
  • الانسياق وراء الانتماءات المختلفة كالعشائرية والقبلية وعلاقات القرابة.
  • حالة الدولة وما تمرّ به من أزمات سياسيّة واقتصاديّة.

آثار الرشوة

  • انهيار الأخلاق والمثل العليا وانعدام الثقة بين أفراد المجتمع الواحد.
  • الإضرار بالخدمات الأساسية، فالرشوة تصل إلى القطاعات المهمّة والحيويّة في المجتمعات، مثل القطاع الغذائي والقطاع الصحي الذي يشمل الأدوية، بالإضافة إلى دخول الرشوة في مجال البناء والمناطق السكنية، حيث يقوم الراشي بشراء أسوأ المواد البنائية واستخدامها في بناء المجمعات السكنية التي يسكنها المئات من الناس.
  • تفكك المجتمع وتفشي الكراهية والحقد بين أبنائه.

سبل علاج الرشوة

  • تحقيق مبدأ العدالة والديمقراطية وتكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع.
  • إصدار قرارات بمنع التعامل بالرشوة وأيّ شكل من أشكالها، وإنزال أقصى العقوبات فيمن يثبت عليه التعامل بها.
  • وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
  • الرقابة الفعّالة والمستمرة على الموظفين.
  • حرية الصحافة والتعبير عن الرأي لما لها من دور في كشف الراشي والمرتشي وفضحهم.
  • تحقيق مبدأ استقلالية القضاء، وتوفير البيئة المناسبة للقاضي ليحكم بالعدل بعيداً عن التحيّز لأيّ جهة.
  • إيجاد هيئة مستقلة مختصّة بالكشف عن الرشوة في المؤسّسات الحكومية وكذلك الخاصّة.
  • اختيار أفراد الوظائف العليا بناءً على أخلاقهم الحسنة وحسن سيرهم وسلوكهم.
  • تحسين الوضع الاقتصادي وظروف المعيشة للموظفين.
  • تطوير الأنظمة الاقتصاديّة ودعم المشاريع والأفكار الجديدة بهدف تحسين مستوى حياة الأفراد بشكلٍ عام.
  • توعية أفراد المجتمع بالآثار السلبيّة والمدمّرة للرشوة.

ظاهرة الرشوة

من الظواهر السيئة التي تظهر في المجتمعات ظاهرة الرشوة، وهي تقوم على تقديم شيء مادي لتحقيق غرض دنيوي معين دون استيفاء شروط تحقيقه في الشخص الراشي، وللرشوة مسميات برّاقة يختبئ خلفها صاحبها أحياناً بهدف إقناع النّاس بحلها ومشروعيتها، وكذلك للإسلام موقف منها، وهناك صفات للإنسان الراشي، ولها أسباب تشجعه عليها، ويترتب عليها نتائج وخيمة في المجتمع، كما أنّ هناك سبل لعلاجها.

بعض أسماء الرشوة

للرشوة أسماء وعناوين فتسمّى بالهدية، والإكراميّة، أو بدل الأتعاب، وكذلك المجازاة على فعل معين، والمكافأة، ومهما تعددت مسمياتها فهي رشوة في مضامينها تعكس خبث صاحبها وطمعه في تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بالطرق المشروعة الأخرى، وغالباً ما تظهر لدى المتقدمين للوظائف، أو اجتياز بعض الامتحانات الصعبة، كامتحانات السباقة وفحوصها، وكذلك الحصول على تأشيرات لدخول بلد معين.

صفات الإنسان المرتشي

  • الكذب والنفاق، والمداهنة، وبحسب نوعها، فالمرتشي يكذب في رشوته، ويغير ويبدل مواقفه، وهذا من صفات المنافق، إذ إنّه يُظهر خلاف ما يُبطن، وقد يكون نفاق عمل وليس نفاق عقيدة؛ لأنّه يُظهر الفعل الحسن والصفات الحسنة، ويحفي عكس ذلك.
  • الذل والهوان، وهدر الكرامة، حيث إنّ المرتشي يصغر ويذلّ للإنسان الراشي، ويتنازل عن قيمه ومبادئه ولو مؤقتاً، ويصبح الضابط لديه تحقيق المصلحة على حساب القيم والمبادئ.

موقف الإسلام من الرشوة

إنّ الشريعة الإسلاميّة الغراء حرّمت الرشوة سواءً في نصوص القرآن الكريم، أم في السنّة النبوية، فمن ذلك:

  • قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّام لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَال النَّاس بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 188].
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لعَن اللهُ الرَّاشيَ والمُرتشيَ في الحُكمِ) [صحيح]، ووجه الدلالة هنا ألا تدفعوا بأموالكم إلى الحكّام بهدف أكل أموال غيركم بالباطل.
  • (استعمل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجلًا من الأزدِ على صدقاتِ بني سُلَيمٍ. يُدعى ابنُ الأُتبيَّةِ. فلما جاء حاسبَه. قال: هذا مالُكم. وهذا هديةٌ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فهلاَّ جلستَ في بت أبيك وأمِّك حتى تأتيَك هديَّتُك، إن كنتُ صادقًا؟) [صحيح]، والنص واضح في دلالته بتحريم الرشوة، بدلالة تعنيف الرسول ـصلى الله عليه وسلّمـ على فعله، فاقترنت الهدية بالوظيفة، وكلّ ما يشبه هذه الواقعة في السياق يعدّ رشوة واضحة.

 

السابق
أجهزة جسم الإنسان: المكونات والوظائف
التالي
هشاشة العظام الأسباب وطرق الوقاية

اترك تعليقاً