حول العالم

ما هي مدينة الدار البيضاء

الدار البيضاء

(الدار البيضاء (بالإنجليزيّة: Casablanca مدينة تقع في دولة المغرب، وهي أكبر مدنها وعاصمتها الاقتصاديّة، كما أنّها أكبر مدن المغرب العربي (المغرب، وتونس، وليبيا، والجزائر)، وثالث أكبر مدينة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وتأتي ترتيباً بعد مدينتَيّ لاغوس والقاهرة. كانت تُعرف مدينة الدار البيضاء باسم آنفا قديماً، واكتسبت تسمية الدار البيضاء من البرتغاليين الذين أسموها كازا برانكا بعد أن شاهدوا بيتاً أبيضَ في المدينة. وبعد قدوم الإسبان سمّوها كازابلانكا. أطلق عليها المغربيون اسم كازا اختصاراً وتحبُّباً. تمّت تسمية كازابلانكا بالدار البيضاء في حكم السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله.

تمتلك مدينة الدار البيضاء مكانةً خاصّةً في دولة المغرب؛ فهي تضمّ أكبر مطار في البلاد، وأهمّ ميناء فيها، وهي المركز الرئيسيّ للاقتصاد المغربي. وعبر التاريخ، سواءاً القديم أم الحديث، لعبت الدار البيضاء دوراً هاماً بسبب موقعها الإستراتيجيّ الذي يُطلّ على المحيط الأطلسي والقريب من قارة أوروبا. كان لها دور قيّم في الحروب والصراعات التي قامت في المنطقة، أبرزها الحرب العالمية الثانية. كما اكتسبت المدينة شهرةً كبيرةً بسبب الفيلم الأمريكيّ القديم المشهور (كازابلانكا) الذي صُوِّر في المدينة، وهو من أشهر الأفلام التي تم إنتاجها في القرن العشرين

موقع الدار البيضاء

تقع مدينة الدار البيضاء في دولة المغرب، تحديداً في منطقة الدار البيضاء الكبرى التي تضم مدينة الدار البيضاء، والمحمدية، وسبعة أقاليم أُخرى، هي: النواصر، وسطات، وسيدي بنور، ومديونة، والجديدة، وبنسليمان، وبرشيد.  تُطل الدار البيضاء على سواحل المحيط الأطلسي، وتبعُد عن العاصمة المغربيّة الرباط 95 كيلومتراً. تتمتّع الدار البيضاء بموقع استراتيجيّ؛ بسبب وقوعها وسط خط الإنتاج الصناعيّ الموجود بين القنيطرة شمالاً والجرف الأصفر جنوباً. تمتد إحداثيّات المدينة بين خط طول ′32°33 شمالاً، وخط عرض ′35°7 غرباً.

سكان الدار البيضاء

يبلُغ عدد سكان الدار البيضاء اليوم 3,359,818 نسمةً، وذلك وفق إحصاءات عام 2014م، وهي بذلك تحتلّ المرتبة الأولى من حيث عدد السكان بين مناطق الدار البيضاء الكبرى،  وأكبر مدينة في دول المغرب العربي، وثالث أكبر مدينة في قارة أفريقيا بعد لاغوس والقاهرة. وهذا النمو السُكانيّ هو أمر كبير جداً؛ فعند إنشائها في عام 1906م لم يتجاوز تعداد الدار البيضاء السُكاني 20.000 نسمة، بينما يُشكل تعدادها السكاني اليوم ما يُقارب 12٪ من إجمالي عدد سُكان دولة المغرب.

تاريخ الدار البيضاء

تُشير الدراسات التاريخيّة إلى أنّ أول تاريخ لمدينة الدار البيضاء يعود إلى ما يُقارب ألف سنة قبل الميلاد، وأشارت العديد من البحوث والإستكشافات الأركيولوجيّة عن وجود آثار قديمة تعود إلى سكان سكنوا المنطقة قديماً. من أهم الشعوب التي سكنت المنطقة الفينيقيون، والرومان، والبربر. وفي عهد الدولة القرطاجية كانت المدينة مركزاً تجارياً هاماً، بينما كانت المدينة عاصمة لدولة البورغواطيين خلال القرون الوسطى. في عام 768م أسس العرب الأمازيغ المدينة وأسموها آنفا، وتُشير بعض الدلائل أن الأمازيغ الزناتيين هم من قاموا بتأسيسها

في القرن الثاني عشر الميلادي كان يستوطن المدينة الأمازيغ أو البربر، وكانت المدينة مركزاً للقراصنة الذين كانوا يستولون على السفن المسيحيّة التي تعبر المحيط الأطلسي. في عام 1468م دمر البرتغاليون المدينة، لكنهم عادوا إليها في عام 1515م، وأطلقوا عليها اسم كازا برانكا، الذي يعني الدار البيضاء، وأعادوا بناء المدينة مرّةً أخرى. شهدت المدينة تدميراً كبيراً عُقب الزلزال الذي ضربها عام 1755م. في القرن الثامن عشر الميلادي تم إعادة بناء المدينة مرّةً أُخرى تحت حكم السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله، وأسماها المدينة البيضاء. توافد الإسبان إلى المدينة لاحقاً، وأطلقوا عليها اسم كازابلانكا.

في عام 1907م استولى الفرنسيّون على المدينة، وبين عاميّ 1912-1956م تم تأسيس حامية فرنسية في المدينة، وشهدت المدينة خلال هذه الفترة نمواً سريعاً، وأصبحت ميناء الدولة المغربية الأول. وبسبب موقعها الاستراتيجيّ لعبت المدينة دوراً هامّاً في الحروب التي قامت قريباً منها؛ فخلال الحرب العالمية الثانية استضافت المدينة مؤتمر القمّة البريطاني الأمريكي في عام 1943م، وكان اللقاء الشهير بين الرئيس الأميركي روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، ومنذ هذا المؤتمر تحوّلت الحرب العالمية الثانية وأصبحت للحلفاء ضد المحور.

السياحة في الدار البيضاء

تُعتبر مدينة الدار البيضاء من أجمل الوجهات السياحية في العالم، وتضم العديد من الأماكن السياحية الجذابة، والفعاليات الثقافية والفنية، ويُقام على أرضها مهرجانَين سنويَين، هما مهرجان الدار البيضاء ومهرجان لبولفار للشباب الموسيقيين. ومن أبرز المعالم والأماكن السياحية الأُخرى فيها هي:

  • المدينة القديمة: وهي حي قديم بُنيَ على شاكلة المدن المغربية القديمة، يُحيطها العديد من الأسوار التي لم يتبقى منها الكثير اليوم، وتضم عدة أبواب يمكن الدخول منها، من أشهرها باب مراكش. تُشكل المدينة اليوم سوقاً تجاريّاً شعبيّاً، وتحتوي على العديد من الدكاكين، البيوت، والآثار التاريخية، والمساجد.
  • الجامع الأبيض: هو أكبر مسجد في المغرب، ويقع في القصبة المحمدية. يتميّز هذا المسجد بلونه الأبيض الجميل، وقُربه من البحر، وهو من أبرز معالم الجذب السياحية في المغرب اليوم
  • باب مراكش: من أهم المعالم الموجودة في المدينة، وهو المعلم الوحيد الذي ما زال موجود بعد الزلزال الذي ضرب المدينة. اليوم، يُمثل الباب مركزاً للسوق الشعبيّ الذي يتجمّع به الباعة والزائرين لبيع وشراء الحاجيات.
  • مَتحف عبد الرحمن السلاوي: مَتحف يعرض تاريخ المغرب القديم والحديث، ويحتوي على مجموعة كبيرة من الفنون والتاريخ المغربية النادرة. تم تأسيس المَتحف في أربعينيات القرن الماضي، ونُسِبَ إلى عبد الرحمن السلاوي، وهو رحالة ومُستكشِف مغربيّ معروف.
  • برج الساعة: معلم هام يوجد في ساحة الأمم المُتّحدة بالقرب من باب مراكش، تم بناؤه في بداية القرن العشرين على يد القائد الفرنسي ديسيني، وأُعيد بناءه في عام 1994م. يبلغ إرتفاع البرج 20 متراً.
  • مَتحف اليهودية: أول مَتحف في العالم العربي يُسلّط الضوء على التاريخ اليهودي خاصةً في الدار البيضاء، تم تأسيسه عام 1997م من قِبَل مؤسسة التراث اليهودي المغربي بهدف التعريف حول ثقافة المجتمع اليهودي.
  • ميناء الدار البيضاء: هو أكبر ميناء في المغرب، يقع على سواحل المحيط الأطلسي، ويُشكّل مركزاً تجاريّاً هامّاً، ويستقبل البواخر والسفن من العديد من دول العالم. تم إنشاؤه في عام 1906م، ويحتوي على خمسة بوابات للدخول إليه، بالإضافة إلى السكك الحديدة لنقل البضائع التي تنقلها السفن.
  • منارة العنق: من أشهر المعالم المُميّزة في المدينة، تقع على الساحل، ويبلغ ارتفاعها 161 متراً، تم تأسيسها عام 1919م، وما زالت تقوم بعملها حتى اليوم. سُميّت المنارة بهذا الاسم نسبةَ إلى حي العنق الذي تقع فيه.
  • مسجد الحسن الثاني: هو مسجد يقع على الساحل مباشرةً بالقرب من منارة العنق. يُعتبر المسجد أكبر مَعلم روحي وديني في المغرب، ويتميّز بجمال زخرفته وبنائه. بُنيَ عام 1993م بأمر من الملك الحسن الثاني، وتم إفتتاحه في ذكرى المولد النبوي الشريف.
  • كنيىسة القلب المقدس: أو كاتدرائيّة الدّار البيضاء، بُنيت في عام 1930م على يد الفرنسين، صمّمها المهندس المعماري الفرنسي بول تورنان. في عام 1956م توقّفت الكنيسة عن العمل، لكنها ما زالت اليوم مركزاً ثقافيّاً، ومعلماً سياحيّاً يقصده الزوار.
السابق
مرحلة الإباضة عند المرأة
التالي
أطول شجرة في العالم

اترك تعليقاً